جندي أمريكي يقتل خمسة من زملائه
رغم ادعاءات واشنطن المتواصلة حول تراجع عمليات المقاومة في العراق ، إلا أن الوقائع على الأرض تظهر عكس ذلك ، حيث تزايد في الأيام الأخيرة معدل الهجمات على القوات الأمريكية لدرجة أصابت بعض الجنود الأمريكيين بالهلع مما دفعهم لتوجيه نيرانهم صوب زملائهم وليس ضد المسلحين العراقيين.
ففي 11مايو ، أعلن مسئول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاجون " أن جنديا أمريكيا فتح النار على زملائه داخل قاعدة "ليبرتي" العسكرية الأمريكية في بغداد وقتل خمسة جنود أمريكيين ، مشيرا إلى أن ثلاثة جنود آخرين جرحوا في الحادث.
ويعتبر هذا الحادث امتدادا للخسائر المتصاعدة في صفوف القوات الأمريكية منذ شهر إبريل الماضي ، حيث كشفت شبكة سي ان ان الإخبارية الأمريكية في تقرير لها أن شهر إبريل يعد الأكثر دموية للقوات الأمريكية منذ مطلع العام الحالي إذ قتل 18 جندياً أمريكياً خلال عمليات عسكرية ضد مسلحين، مقابل تسعة فقط سقطوا في مارس الماضي.
وأضافت أن إبريل يعتبرأيضا أكثر الشهور دموية بالنسبة للقتلى من المدنيين العراقيين، حيث قتل قرابة 290 شخصاً، مقارنة بـ185 قتلوا في مارس الماضي، إلى جانب مقتل 80 زائراً إيرانياً كانوا يقومون بزيارة الأماكن المقدسة للشيعة في العراق.
ويبدو أن المقاومة لم تعد تقتصر على المسلحين فقط ، بل امتدت أيضا إلى داخل الجيش العراقي نفسه ، حيث قام جندي عراقي في 2 مايو بإطلاق النار على مجموعة من الجنود الأمريكيين في الموصل شمالي العراق ، ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة 3 آخرين.
وأمام هذا التصاعد في هجمات المقاومة وتنوع أساليبها ، انتقدت صحيفة الجارديان البريطانية الحملات الدعائية التي تقوم بها الولايات المتحدة وبريطانيا لإقناع الشعوب الغربية بأن الحرب على العراق حققت أهدافها ، مؤكدة أن هذه المحاولات لاتعدو كونها محاولة لحفظ ما بقي من ماء الوجه وتجميل الوجه القبيح لهما أمام أفظع عمل إجرامي للغرب في العصور الحديثة.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن الحرب على العراق لا تلاقي ترحيباً ولا دعماً عراقياً لها ، بل إن العراقيين أكدوا في استطلاعات الرأي الأخيرة أنهم غير راضين عن القوات البريطانية والأمريكية في بلدهم وأنهم يريدون خروجها من بلادهم بأسرع وقت ممكن.
وأضافت أن الوقائع في العراق تظهر أن العراق ليس أفضل حالاً بوجود القوات الأجنبية ، لافتة إلى أن السبب الوحيد الذي يجعل الرأي العام الغربي يشعر بانخفاض عدد القتلى من العراقيين أو من القوات الأجنبية هو التعتيم الإعلامي الذي تنتهجه القوات الأمريكية التي تخفي الأعداد الحقيقية للقتلى وتتستر عن عشرات الآلاف من المساجين الذين تحتجزهم دون محاكمة ، بينما لايزال هناك 4 ملايين لاجئ عراقي لايستطيعون العودة إلى بلدهم.
واتهمت الولايات المتحدة الأمريكية بأنها أول من بدأ باستغلال الدين والطائفة في العراق حيث قسمت الإدارات والمؤسسات الحكومية العراقية بشكل طائفي وبذلت الكثير من الجهود لإثارة النعرات الطائفية بين أطياف المجتمع العراقي.
واختتمت الجارديان تقريرها بالقول :" إن الولايات المتحدة استخدمت نظاماً استعمارياً قديماً هو التقسيم الطائفي في العراق وجلبت للعراقيين الكثير من الدمار والحزن وجلبت لنفسها خسارة استراتيجية كبيرة على جميع الصعد العسكرية والاقتصادية والأخلاقية".
الحقائق السابقة التي خرجت من عقر دار الغرب نفسه تؤكد أن أوباما لم يعد أمامه سوى الإسراع بتنفيذ وعده بالانسحاب من العراق إذا كان يرغب في تجنب المزيد من الخسائر في صفوف قواته
.